الصورة الذهنية و اصلاح التعليم
الصورة الذهنية
اصلاح التعليم مطلب لجميع المجتمعات يسعى له القائمون على هذه المجتمعات بهدف تطويرها وجلب الاستقرار والازدهار لها. ومن اهم العوامل من وجهة نظري للاصلاح التعليمي هي غرس الصورة الصحيحة للتعلم لدى الجميع (طالب و معلم و مشرف تربوي وقيادات تعليمية و ولي امر ومؤسسات المجتمع ).
قبل حوالي عشرين عام في بداية مهنتي كمعلم كان السؤال الذي يدور في ذهني وابحث عن اجاية له ماهو التعلم ؟ و كيف يتم التعلم ؟ استغرقت حوالي عشرين عام كمعلم ومشرف وقراءات عشرات الكتب و كثير من التعلم الذاتي والاطلاع على تجارب نظم تعليمية اخرى حتى وصلت لاجابة هذا السؤال وادركت انه مختلف تماما عن التصور الذهني الذي كان لدي سابقا بل معاكس له.
كنت اظن ان الفصل مكان هادي لا يسمع فيه صوت الا صوت المعلم حتى لو سقطت عمله معدنية في اخر الفصل يسمع المعمل رنينها في اول الفصل يصطف فيه الطلاب الذين يجب ان يستمعوا ويفهموا ما يقوله المعلم ويشرحه وبعد ذلك يدونون الدرس سريعا وفي المنزل يراجعون المعلومات ويحفظونها و يحلون الواجب لكي يجتازوا الاختبار ويتم تصنيفهم بناء على نتائجهم في الاختبار بحسب صاحب العلامات الاكثر الذي حفظ معلومات اكثر لكن التعلم ليس هكذا ابدا.
ما هو التعلم
التعلم هو عمليات ذهنية تمنحنا القدرة على توظيف حواسنا ومعارفنا للقيام باشياء لم نكن نستطيع القيام بها قبل ذلك وايجاد حلول للمشكلات الحياتية التي تواجهنا بل يذهب ابعد من ذلك ليؤثر على نظرتنا للحياة وتعاملنا مع الاحداث المحيطة بنا لتحقيق اهدافنا.
حب التعلم فطري لدى الاطفال لذلك لا نحتاج الا ترتيب البيئة المناسبة لتعلمهم وهم سيتعلمون بشكل تلقائي وهذا يناقض ما تعودنا عليه لا ابالغ ان الانسان يرغب في التعلم مثل ما يرغب في الاكل والشرب سواء كان طفل او شاب او رجل او كهل الجميع يتعلم ويحب ان يتعلم لكن ليس بالضرورة ان يكون تعلمه بالصورة الذهنية التي تكونت في اذهاننا عن التعلم.
لا يوجد احد لا يستطيع ان يتعلم لكن هناك طرق صحيحة للتعليم وهناك طرق عقيمة وعاجزة عن توصيل المعرفه لماذا يمضي الطالب سنوات طويله يدرس اللغه الانجليزية و عندما يتخرج لا يستطيع ان يكتب او يتكلم باللغه الانجليزية بطلاقه بينما الجميع لاحظ اخوان لنا من جنسيات غير عربية ياتون للعمل في المملكة وفي غضون ثلاث اشهر تجده يتكلم اللغه العربية. وكذلك تعلم الكثيرين من الاجيال التي سبقتنا استخدام الهاتف الذكي مع انها مخترعات حديثة ولم يتعلموها في المدرسة. وكثير من الدراسات في الولايات المتحدة لاحظت الكثير من الموظفين الزين يفصلون من اعمالهم يغيرون مجال عملهم تماما بعد اخذ دورات لا تتجاوز الستة اشهر لينخرطوا في عمل جديد يختلف عن ما تعلموه في الجامعه.
الطالب لا يحتاج الى فصل و لايحتاج لمعلم ولا يحتاج لمنهج ليحدث التعلم بقدر حاجته الى بيئة تعليمية متناسقة و متناغمه اين ما توفرت فسيتعلم حتى لو تحت الشجرة . احد طلابي من احد البلدان العربية التي فيها حرب وبقي في مخيمات للنازحين حتى وصل للملكة وعندما بدا بالدراسة معي لاحظت ان مستواه موازي لزملاءه مع انه بقي تقريبا عام كامل بدون دراسه منتظمة وفي احد المرات سالت عن درس في الفصل الدراسي الماضي وكان من القلائل الذين اجابو توقفت وسالته كيف عرفت الدرس واجابني كنت اعوض ما يفوتني عن طريق الدروس التي تقدم علي اليوتيوب. وايضا اذكر مقال ترجمته عن افضل معلم في العالم وهذا رابط المقال المترجم
اصلاحات التعليم اثرها ضعيف
شهدت المملكة في السنوات الماضية خطوات مهمة وجادة وكبيرة لاصلاح التعليم لكن اثرها كان ضعيف على تعلم الطالب ولا ادل على ذلك من استمرار تدني مستويات الطلاب قبل وبعد تطبيق تلك الاصلاحات وهذا لا يقلل من قيمة هذه الاصلاحات او احتياج نظامنا التعليمي لها لكنها خطوات تحتاج المزيد من الخطوات لتحقيق الاثر المرجو ان شاء الله.
صعوبة التعلم انه يعاش ولا يوصف وهذا السبب في ضعف اثر مراقبة اداء المعلمين كذلك برامج النمو المهني للمعلمين . فمن المستحيل ان نوصف للمعلم (نقولب) الطريقة المثلى لتدريس درس محدد وهذا ما يضعف البرامج التدريبية لكن عندما يكون المعلم شغوف بالتعلم وحريص على التعلم فكل ما يحتاج اليه هو توفير البيئة المادية له حتى يبدع.
وضع مؤشرات الاداء لقياس اداء المدارس ومكاتب التعليم قد ينجح في الجانب الاداري اذا كان جميع القائمين عليه مؤمنين بتطبيقه ومتبنين له (رئيس تنقيذي في تويوتا يقول عندما يزورنا مندوبي بعض الشركات للاطلاع على تطبيقنا للجودة الشاملة يستغربون من ان جميع ما نطبقه هم يطبقونه ومع ذلك لا يلمسون الفائدة التي نلمسها والسبب الحقيقي لنجاحنا ايمان العاملين لدينا باهمية الجودة الشاملة وتبنيهم لها ) ولا اعتقد ان هناك احد يستطيع ان يجزم ان جميع المشرفين وقادة المدارس متبنين ومؤمنين بمؤشرات قياس الاداء اما الجانب الفني فمن الصعب نجاحه لانه يقيس الاجراءات وليس النواتج.
اصلاح التعليم يبدا من التقويم
لاصلاح التعليم يجب ان نبدا في التخطيط بشكل عكسي فنجعل التقويم هو من يقود العملية التعليمية فمن خبرتنا في الميدان وطبيعة المعلم والمجتمع السعودي الجميع لا يتعلم الا للاختبار مهما حاولنا ان نغير هذا الوضع لا يتغير والدليل الواضح للجميع هو فشل نظام التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية والذي تم الغاءة و العودة للاختبارات التحريرية.
كما ان الاختبار ليس حل لانه لا يخدم اهداف تعلم فالطالب الذي لم يتخدث اللغه الانجليزية نجح في اختبارات تحريرية كثيرة ومع ذلك لم يتعلم والسبب يعود الى تفتيت المعرفة.
تفتيت المعرفة
يتم تفتيت المعرفة في العادة للتبسيط والتسهيل وهي خطوة مهمه في التعليم ولكن من اثارها الجانبية ان المعلومه تصبح غير مكتملة في ذهن الطالب مثل صورة مكونه من مكعبات نفككها الى مكعبات حتى يسهل نقلها وعندما تصل الهدف لا نعود فنركبها ونجمعها مره اخرى بل تضل متشتته في ذهن الطالب. هذا التعلم غير المكتمل اذا صح لنا تسميته يكتمل بجمع الاهداف المفتته في اهداف تعلم كبرى للطالب.
مثلا عندما يدرس الطالب حدث في العلوم الاجتماعية يتم تفتيت الحدث الى ازمنه واماكن واحداث وغيرها من التفاصيل التي تسهل على الطالب فهم وادراك الموضوع وياتي الاختبار في هذه الجزئيات وتترك غير مجتمعه في ذهن الطالب. والامثلة في كل المواد كثيرة مثلا في القراءة الطالب يستطيع ان يقرا ويكتب لكن لا يستطيع ان يفهم ما يقراءه في الرياضيات الطالب يحل المسالة في الحياة ولكن عندما تكتب له في كتاب الرياضيات لا يستطيع حلها وغيرها من المعلومات المفتته التي لم تكتمل في ذهن الطالب ويستطيع الاستفادة منها.
الاهداف الكبرى للتعلم
ونستطيع اكمال عملنا التعليمي فيما سبق بوضع اهداف كبرى وطنية لتعلم الطالب تركز على ما نرغب ان يتعلمه الطالب في كل مقرر وفي كل مرحلة دراسية وتكون في متناول الجميع. عندما نركو على اهداف كبرى للتعلم فاننا نكون قد رسمنا خارطة طريق لتعلم الطالب توضح لولي الامر المطلوب منه وتحدد عمل المعلم في الفصل. هذه الاهداف الكبرى لا تخدم تعلم الطالب فقط بل تخدم الوطن والمجتمع فهي لابد ان تاخذ في الاعتبار تحقيق رؤية المملكة واحتياجات المجتمع وحل المشكلات التي تواجه الطلاب في المستقبل.
عندها سيصبح دور المدرسة محدد وواضح وسيقدم لها المجتمع الدعم اللازم لانه يعرف ما يريد ان تقدمه له المدرسة واثرها ملموس ومحسوس هذا التغير والدعم سيجعل المعلم يعمل في جو من الحرية بدون قيود ويصبح الجميع موحدين خلف هدف واحد.
تغير دور المدرسة لابد ان يدعم باقامة اختبارات مركزية تقيس تحقق اهداف التعلم في الصف السادس والصف الثالث متوسط هذه الاختبارات المركزية ستجعل التركيز منصب في المدرسة ومن خلفها مكتب التعليم على تعلم الطالب وتحقيقة لاهداف التعلم المطلوبة.
عندها يصبح نجاح الطالب في الاختبار طبيعياً فهذا هو المامول بعد ان يمضي فصل دراسي في دراسة المقرر له اهداف محددة و الفشل لا يعتبر فشل للطالب بل يعتبر فشل للمدرسة والمنظومة التعليمية والمجتمع وذلك لانهم فشلوا في تحقيق الاهداف التي رغبوا في تحقيقها.
الاهداف الكبرى للتعلم
ونستطيع اكمال عملنا التعليمي فيما سبق بوضع اهداف كبرى وطنية لتعلم الطالب تركز على ما نرغب ان يتعلمه الطالب في كل مقرر وفي كل مرحلة دراسية وتكون في متناول الجميع. عندما نركو على اهداف كبرى للتعلم فاننا نكون قد رسمنا خارطة طريق لتعلم الطالب توضح لولي الامر المطلوب منه وتحدد عمل المعلم في الفصل. هذه الاهداف الكبرى لا تخدم تعلم الطالب فقط بل تخدم الوطن والمجتمع فهي لابد ان تاخذ في الاعتبار تحقيق رؤية المملكة واحتياجات المجتمع وحل المشكلات التي تواجه الطلاب في المستقبل.
عندها سيصبح دور المدرسة محدد وواضح وسيقدم لها المجتمع الدعم اللازم لانه يعرف ما يريد ان تقدمه له المدرسة واثرها ملموس ومحسوس هذا التغير والدعم سيجعل المعلم يعمل في جو من الحرية بدون قيود ويصبح الجميع موحدين خلف هدف واحد.
تغير دور المدرسة لابد ان يدعم باقامة اختبارات مركزية تقيس تحقق اهداف التعلم في الصف السادس والصف الثالث متوسط هذه الاختبارات المركزية ستجعل التركيز منصب في المدرسة ومن خلفها مكتب التعليم على تعلم الطالب وتحقيقة لاهداف التعلم المطلوبة.
عندها يصبح نجاح الطالب في الاختبار طبيعياً فهذا هو المامول بعد ان يمضي فصل دراسي في دراسة المقرر له اهداف محددة و الفشل لا يعتبر فشل للطالب بل يعتبر فشل للمدرسة والمنظومة التعليمية والمجتمع وذلك لانهم فشلوا في تحقيق الاهداف التي رغبوا في تحقيقها.
No comments:
Post a Comment